0%

أيام الأبيض والأسود تثير مشاعر وذكريات المفكرين والأدباء العرب معرض العراق الدولي للكتاب.. إشراقة بغداد في عيون العالم

بسام عبد الرزاق
تصوير: محمود رؤوف

منذ انطلاقة الدورة الاولى لمعرض العراق الدولي للكتاب في بغداد، بدأت الخطوات واضحة في ان يكون هذا المحفل عربيا وعالميا، فضلا عن الذي يقدمه محليا من مسار مهم في ترسيخ الثقافة العراقية وتأصيل الحياة المدنية الجمالية عند العراقيين.

وليس بالغريب ان تثني الامم المتحدة عبر موقعها الرسمي، بالتنظيم الذي يتميز به معرض العراق الدولي للكتاب، سيما بعد عودته من الاغلاق العالمي الذي تسبب به فيروس كورونا، حيث اشادت بالاجراءات السابقة لعودة المعرض، وهنا عادت مؤسسة المدى للمضي بدوراتها الجديدة الساحرة، بين النخلة والجيران وايام الابيض والاسود.

حرصت المدى على ان يكون رهانها برفع سقف الجمال في العاصمة بغداد حاضرا، من خلال الحضور المتميز للضيوف المدعوين والذين طوقهم الجمهور بأحلى حضور ثقافي ومعرفي، اظهر مدى قرب الجمهور العراقي من المساحات الجمالية، وابتعاده عن ما يثير المنغصات الحياتية.

التفاعل مع المدى فيما تقدمه من امتياز، من خلال معرض العراق الدولي للكتاب، ومدى اتساع تأثيره، اتضح من خلال الكلمات المعبرة التي اشادت بتوهجه وتنظيمه المتميز، وهو الامر الذي اثار الذكريات لدى الكاتبة والروائية الجزائرية احلام مستغانمي، وهي تكتب عن المعرض ومشاركتها السابقة فيه.

وتذكر مستغانمي على صفحتها الرسمية في «فيسبوك»،  (ذكرياتي الجميلة، عراق التاريخ والحضارة، عراق الفنّ والرّقيّ، مازال أبيًّا بمُبدعيه، وكبيراً بحبّه لكلّ أصحاب القلم والفِكر في العالم العربيّ .

قبل سنتين أسعدني رؤية صورتي على بوّابة المعرض الدولي للكتاب في بغداد الحبيبة لسنة 2020، برفقة رجالات الجزائر وصانعيّ مجدها التاريخيّ والثقافي، مؤسّس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر والمُفكّر مالك بن نبيّ مؤسّس الفكر التنويري الجزائري رحمهما الله.

شكراً بغداد لأنّك تحملين الجزائر في قلبك و ذاكرتك .

نحبّك يا فخرنا و زهوَ تاريخنا).

المفكر السوري فراس السواح، والذي حرمته حواجز الانظمة السياسية من رؤية بغداد وجمالها، تحدث بحسرة بليغة، اذ قال انه “عبر تاريخ حياتي لم استطع القدوم الى العراق، السياسيون في البلدين منعونا من التواصل، واتذكر ان في الثمانينات كتبوا على جواز سفري يسمح له بزيارة جميع دول العالم باستثناء اسرائيل والعراق”.

وقال ايضا: انا سعيد بدعوة مؤسسة المدى وسعيد بالقدوم الى العراق،، لم احظى باستقبال في حياتي حتى في بلدي بمثل هذه الحفاوة، اشكر المدى واشكر الشعب العراقي.

ومن الكويت الحبيبة، زارت بغداد الروائية الجميلة بثينة العيسى، ورأت شوارعها والتقطت الصور فيها، واقيمت لها ندوة وتوقيع كتاب في معرض العراق الدولي للكتاب، ونشرت على صفحتها في “فيسبوك” انه “أحبُّ بغداد، من الرصافة إلى الكرخ، ومن الكاظمية إلى الأعظمية، ومن الغلاف إلى الغلاف.

شكرًا معرض العراق الدولي للكتاب على الدعوة وحسن التنظيم، شكرًا للقرّاء على كل المحبة، وشكرًا للأصدقاء على جمالهم”.

المفكر البحريني حسن مدن، والذي عاش في بغداد لعام واحد ايام السبعينات، عاد اليها من بوابة معرض العراق الدولي للكتاب، وقال هذه المرة: اشعر بسعادة وانا اتواجد في العراق والعاصمة بغداد، وممتن جدا لمؤسسة المدى لحضور المعرض ومشاركتي في انشطته.

ابهرني ما شاهدته من حسن تنظيم والاقبال الواسع على المعرض، ونحن نعلم ان العراق مر بصعوبات كثيرة ويعاني من العديد من المصاعب، لكني رأيت بالمعرض قدرة العراق على تجاوز الصعاب والانطلاق نحو المستقبل.

صاحب “ماكيت القاهرة” الروائي طارق امام، والذي حضر بين جمهوره في العراق، عاش اجواء حميمية من خلال الصور التي نشرها على صفحته في “فيسبوك” شاكرا الحفاوة التي قدمها له العراقيون، وقدم شكره ايضا لكل هذا الحضور الملهم من القراء، فضلا عن شكره لرئيس مؤسسة المدى فخري كريم.

الكاتبة السورية لينا هويان الحسن، والتي كانت احدى ضيوف المعرض، قدمت شكرها لمؤسسة المدى، وذكرت انها أيامٌ ثرية لا تُنسى في مدينة الخلفاء.

وكتبت مطولا انه:

“أدري أنّ لبغداد ذاكرة سيف.

أو أنّها أغنية لشهرزاد، أو مرفأ للسندباد، لؤلؤة تسكن في محارة، والتاريخ يسألها: كيف.

كيف العراق أول الثمر والقمر والنخل. حلم لم يلمسه طلٌ، أو طيف.

قف أمام تمثال “المتنبي”. وانظر دجلة، انظر سفينة نوح، فراشة الضحى المغسول، ووجه الحَسَنُ دون زيف.

التقط صورة هنا، وفكّر  بالخلود، حلمٌ في خيال جلجامش، يرتمي عنده القمر ونجومه بصفاء ليلة صيف.

نعم، التاريخ مياه وعواصف، وصخور، أفاع ونمور. أسوار وثغور، هنا فتح الماضي جفونه،

والعراق هو مجد ما أبقت العصور.

التاريخ ليس قشورًا وجواري، هو صخرٌ لا يناله الطعن والغدر وقصف الطائرات. هنا النسيم بخور.

هنا ضحكت خضراء العيون للسياب.

هنا هبطت إنانا مع صولجانها الملكي، وعزف لها الرباب.

هنا غضبت عشتار، عشقت، واشتهت، ومكرت وانتقمت من ملك الوركاء المهاب.

ابتسم للعدسة، التقط صورة أنت ومدى النهار.

حلّق بعينيك كطير الفلوات، كصوت ناظم الغزالي أو لميعة توفيق، أو كاظم الساهر. هنا للماضي أبواب.

الأمل حمامة تخفق على باب التاريخ، وتاريخ لمن يجهل، باهر، غانم، قاهر. وقلاعه، حكايات وذهب، وأسرار الرهاب.

أعرفُ أن الفاتنات، الصافنات، الألماسات: دمشق، بغداد، حلب، ستنهض من سباتها المخملي، ويصهل حصان السماء، وتبدأ سيرة الحرير من قلب الكنز الدفين.

هنا ضفاف دجلة حيث يلتقي الحبيب بالحبيب.

وحين تدّق الساعةُ ثلاثَ، يلتقي دجلة والفرات.

واحتضنت بغداد، من 7 الى 17 كانون الثاني 2022 معرض العراق الدولي للكتاب على ارض معرض بغداد الدولي، بحضور عالمي وعربي ومحلي متميز، شاركت فيه 300 دار نشر وأكثر من 20 دولة، وحملت الدورة الثالثة هذا العام اسم المفكر العراقي الكبير هادي العلوي، وقدمت عشرات الندوات النوعية، فضلا عن برامج فنية متنوعة، وهو الحدث الثقافي الابرز الثي تشهده العاصمة بغداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top