بسام عبد الرزاق
تصوير: محمود رؤوف
اقيمت على قاعة معرض العراق الدولي للكتاب ندوة بعنوان «الفن التشكيلي.. ألوان في قاعات الأبيض و الأسود”، ضيفت فيها الفنانان التشكيليان جبر علوان وسلام عمر، وادارها الناقد التشكيلي د. جواد الزيدي.
وقال الفنان جبر علوان في بداية حديثه انه يستغرب “ان بلدا مثل العراق فيه كم هائل من الفنانين التشكيليين ولا يوجد فيه متحف، حتى وان كان متحفا قديما، قبل ايام كنت في القاهرة، وهنا لا اتحدث عن اوروبا التي تمتلك العديد من المتاحف التي تعكس الصورة الثقافية لتلك البلدان، ففي القاهرة زرت العديد من المتاحف القديمة والحديثة، في منطقة الزمالك وحدها هناك خمسة متاحف، هل من المعقول ان العراق الذي رافقت تاريخه منذ الخمسينيات نهضة تشكيلية عالية، فيه عدد من الفنانين المبدعين ولا يوجد فيه متحف؟”.
واضاف انه “غريب من وزارة الثقافة ان لا توجد اية بادرة من قبل الدولة لإنشاء متحف او الحديث عن متحف، وكذلك زملائي التشكيليين عليهم ان يقوموا بتظاهرات ومؤتمرات يطالبون فيها بمتحف ومكان للمتحف، والامر المحزن ايضا ان عددا كبيرا من الفنانين التشكيليين اضطروا لأسباب سياسية الى مغادرة العراق في السبعينيات، ولغاية الان اصبحت الكثير من الاجيال في الخارج وبدأت تفارق الحياة واعمالهم تندثر، والعراق سوف يفقد قيمة ثقافية مهمة تمثل مرحلة من مراحل الفن التشكيلي، ولا توجد لدينا حكومة حريصة او وزارة ثقافة تعمل على جمع هذه الاعمال، ووضعها في مخزن على الاقل”.
من جانبه قال الفنان سلام عمر ان “معرض العراق الدولي للكتاب ومؤسسة المدى من خلال هذا المعرض، الذي لا يختلف عن اي معرض عالمي ازاح الكثير من الظلام والعجاج من علينا، انا في البلد منذ سنتين عائدا من الخارج، وهذا اول نشاط اراه محترفا وفيه اداء كبير على صعيد المشاركين وطرق العرض، وهذا الشيء هو الذي يشبه بغداد”.
وذكر انه “قبل الحروب التي بدأت عام 1980 كان اي بيت عراقي توجد فيه اعمال ومقتنيات فنية عديدة، وبسبب الحروب ذهبت هذه الاعمال الى الخارج وما زال العراق معرضا للتهديدات والانسان يبحث على الامان، والفن يأتي آخر الاشياء بعد الحروب”.
وأكمل عمر انه “نحن نحلم بان تعود السيادة لبلادنا في كل شيء، وانا احلم ان اقوم بتأسيس كتيبة من الشباب للاشتغال على تجارب معاصرة توازي ما يحصل في اوروبا والمنطقة، وهؤلاء حرموا من المواصلة والمشاهدة والمتابعة لما يحصل من فن عالمي خارج هذه البقعة، الفن يأتي بالتواصل، لذلك اتمنى واشجع من جديد ان تكون هناك مجاميع فنية تدعم من قبل مؤسسات ومحبي الفن التشكيلي، حتى وان كانت صغيرة لتكون في المستقبل نواة لمتاحف”.